الأنشغال

موضوع: الأنشغال الأحد سبتمبر 20, 2009 4:00 pm

الأنشغال سلاح ذو حدين

بمعنى إن فيه نوعين من الأنشغال

النوع الأول وهو مضر ومدمر ويتلخص فى الأشخاص المنشغلين تماما فى حياتهم
بالعالم وهمومه ومشاكله ومتعه وذلك على حساب إلهم وكنيستهم وابديتهم .

النوع الثانى من الأنشغال الذى هو حديثنا اليوم وهو أنشغال مفيد جدا

كيف يكون الأنشغال مفيد الأنشغال 2anipt1c

يوجد عدة فئات فى مجتمعنا تمتلك اوقات فراغ كثيرة . هذه الفئات لو لم
تستخدم وتوظف اوقات فراغها بطريقة صحيحة ستقع فى اخطاء لا حصر لها

من هذه الفئات مثلا :

+ (الجامعيين) الشباب والشابات الذين فى كليات نظرية ولا يذهبون لها إلا
فى اوقات الأمتحانات فقط فتجدهم طول السنة فى اجازة ووقت فراغ .

+ (العاطلين) أيضا جميع الشباب العاطل الذى ينتظر وظائف . جميعهم ايضا يمتلكون اوقات فراغ كثيرة

+ (ربات البيوت) الذين لا يعملون ويقضون معظم اوقاتهم فى فراغ

دى عينة من الناس اللى عندها وقت فراغ كبير واللى هيكون تركيزنا اكتر فى الكلام عليهم

ولو جينا عملنا معادلة بسيطة على الثلاث فئات اللى ذكرناهم دول هنلاقى ببساطة ان

وقت فراغ مع عدم وجود هدف فى قضائه = الخطية

بالطبع للثلاث فئات دول اخطاء كثيرة من اجل اوقات فراغهم التى لا هدف لهم فى قضائها

ستجد اخطاء مثل : الحب لمجرد التسلية وتضيع الوقت – الجواز العرفى (للأسف
تم اختراعه قريب عند المسيحيين) – النصب والسرقة – قعدات النميمة والأدانة
والكلام فى سيرة الناس – المعاشرات الرديئة وقعدات المزاج – الأنترنت
والدش وما يحمله من مواقع إباحية .

اخطاء لا يمكن حصرها بالفعل ولكن هذه الأكثر انتشارا

وداود النبى والملك العظيم واللى ربنا نفسه شهد له لما قال وجدت قلب عبدى داود بحسب قلبى

داود النبى لما كان عنده وقت فاضى وبدون هدف عنده لأستغلال هذا الوقت .
طلع يتمشى على السطح وشاف زوجة خادمه "أوريا الحثى" فأشتهاها وزنى معاها
وارسل زوجها أوريا الحثى فى مقدمة الجيش عشان يموت وفعلا مات واتخلص منه
....! يعنى زنى وقتل وكل ده بدأ منين.. الأنشغال 2anipt1c

.... من وقت فراغ بدون هدف لأستغلاله

طول ما انت فى وقت فراغ ومش عارف تعمل فيه حاجة ، الشيطان هيلعب بيك وبيكى
مهما كان سنك او وضعك سواء كنت شاب او شابه او متزوج او متزوجة مفيش حد
كبير على الخطية لو اعطى للشيطان مكان فيه ووقت فراغك هو ارض خصبة جدا
للشيطان عشان يشتغل معاك

والأنجيل دايما يقولنا " مفتدين الوقت لان الايام شريرة ( اف 5 : 16 ) "
يعنى لازم نصرف كل وقتنا اليومى فى حاجات تنفعنا وتفيد أبديتنا لآن بالفعل
" هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة ( لو 22 : 31 ) "

والحياه الروحية علمتنا ان الوقاية خير من العلاج

عشان كده الحل هو الوقاية الكاملة لوقت فراغك وهو ده اللى انا عايز أوصل ليه معاكم دلوقتى

الحل هنا بقى لازم يكون فى الأنشغال

ولكن انا أقصد الأنشغال الروحى بمعنى انك تبقى مشغول بربنا . عشان
ربنا هو وحده اللى يقدر يرفعك من اى ضعف انت فيه ... طيب ازاى أنشغل بربنا
فى وقتى الأنشغال 2anipt1c

فى خطوات واضحة وصريحة ولو مشيت عليها وكملت فيها بنمو هتضمن ابديتك

الخطوات دى تتلخص فى الأتى :

اولا : وقبل كل حاجة هى الصلاة ولازم يكون لك قانون صلاة يومى تلتزم به
امام الله واب اعترافك واليوم اللى تخالف فيه القانون ده ولم تتمه كاملا
يعتبر عليك خطية ويجب ان تعترف بها .

ثانيا : قراءة الكتاب المقدس بصفة يومية وبأنتظام وترتيب فى القراءات وليس
قراءات عشوائية . وتحويل هذا الكتاب إلى حياه . على الأقل تاخد ايه كل يوم
من قراءاتك وتحفظها وتحاول تطبيقها .

ثالثا : الأنتظام على الأعتراف على الأقل مرة شهريا والتناول مرتين اسبوعيا على الأقل ايضا

رابعا : وهى نقطة هامة جدا بالفعل ... اباء البرية علمونا زمان ان التوبة هى أستبدال شهوة بشهوة

ويمكنك ان تطبق هذه المقولة على حياتك بالأتى مثلا:

قراءة الكتب الروحية وسير القديسين بدل من الجرائد والمجلات

سماع الألحان والترانيم المعزية بدل من الأغانى

مشاهدة افلام القديسين والشهداء بدل من الأفلام العالمية والجنسية

الأقتراب من اصدقاء يقودوك إلى طريق الله بدل من اصدقائك الذين لا هم لهم سوى العالم ومتعه

وهكذا كل حياتك تستبدلها بشئ روحى حتى تنمو بأستمرار فى القامة الروحية وتستحق الملكوت اللى ربنا ذهب ليعده لك .

ولكن لو جينا تأملنا شوية فى الأربع نقاط دول بالنسبة للثلاث فئات الذين
تحدثنا عنهم هنلاقى انهم لو عملوا كل ده برده هيكون عندهم وقت فراغ لآن
وقت فراغهم هو اليوم كله غالبا

وده يقودنا إلى النقطة الخامسة والأخيرة واللى بيها هنكون قضينا على كل وقت الفراغ ونكون عملنا وقاية كاملة

والنقطة الخامسة دى هى الخدمة

الخدمة هى اللى هتشغلك باقى وقتك الفاضى

كمان لازم تكون عارف كويس انك مطالب بيها طالما عندك الوقت وفى غيرك محتاج وقتك ده

فمن يعرف ان يعمل حسنا و لا يعمل فذلك خطية له ( يع 4 : 17 )

الخدمة هتقربك قوى من ربنا وهتميزك عن المسيحى اللى مش بيخدم وربنا بنفسه هو اللى قال كده :

ان كان احد يخدمني فليتبعني و حيث اكون انا هناك ايضا يكون خادمي و ان كان احد يخدمني يكرمه الاب ( يو 12 : 26 )

مجالات الخدمة اللى ممكن تناسبك لا حصر لها ولو عايز تدخل فى المجال ده صح
وتاخد بركته فى وقت فراغك تقدر تروح الكاتدرائية المرقسية بالعباسية

فيها معاهد كتير للخدمة فى مجالات مختلفة تقدر تقدم فى المعهد اللى ميولك
ترتاحله فى الخدمة اللى عايزها وتاخد دراسة سنتين وبعدها تنزل تخدم بأرشاد
وتوجيه من الأساقفة والكهنة

لو مش عايز كده روح لكنيستك واعرض عليهم خدماتك وهما يوظفوك فى خدمة
تنزلها اياً كانت انت تقدر عليها سواء خدمة مرضى او مدارس احد او معوقين
او اخوة الرب ....إلخ

والكلام ده موجه برده لربات البيوت مش للشباب فقط وموجه للناس بصفة عامة بس عشان دول اكتر فئة عندهم وقت فراغ

ولو مش عايز تنزل فى الخدمات دى انزل فى خدمات الكنيسة نفسها زى مكتبة الهدايا او الكتب او الشرايط او الفيديو .... إلخ

ولو مش بتميل لكل ده اشترك فى نشاط من انشطة كنيستك زى الكشافة او المسرح او الكورال .... إلخ

الخدمات والأنشطة لا حصر لها بس انت أبدا واشغل نفسك بحاجات تفيدك مش
بحاجات تبعدك وتفصلك خالص عن ربنا ... أبدأ وربنا هيكمل عشان تحمى نفسك من
الخطية

وإياك انك تكابر وتفتكر نفسك قوى فى مواجهتها " لانها طرحت كثيرين جرحى و
كل قتلاها اقوياء ( ام 7 : 26 ) " الخطية أوقعت أنبياء واباء سواح وقديسين
متوحدين وانت هتيجى ايه يا مسكين فى وسط كل دول .

ولو تاملت سريعا فى الخمس حلول دول هتلاقى نفسك وصلت لكل حاجة

لما تصلى تكلم ربنا

ولما تقرأ الكتاب المقدس ربنا يكلمك

ولما تنتظم فى الأعتراف والتناول تشبع روحك

ولما تستبدل شهواتك بشهوات روحية تعيش القداسة

ولما تخدم ربنا يجهزلك مكان فى الملكوت

وهكذا تكون المعادلة السليمة وهى :

وقت فراغ وقضائه مع المسيح وفى المسيح = النصرة الأكيدة

وربنا يكون معاكم ويحافظ عليكم ويعوضكم فى ملكوته .