bob Admin
المساهمات : 134 تاريخ التسجيل : 25/07/2009
| موضوع: إبراهيـــــــم أب الآبـــــــاء الثلاثاء سبتمبر 22, 2009 12:56 pm | |
|
إبراهيـــــــم أب الآبـــــــاء للقمص تادرس يعقوب ملطى ان ابراهيم هو أب " لجميع الذين يؤمنون" ( رو 4: 11 ) .. ونحن ندرس حياته لكى ماندرس معاملات الله مع البشر ، فكل ما كتب كتب لأجل تعليمنا ، ، وعلىالرغم من أن أبراهيم هو أعظم رجل سجلت الأسفار المقدسة تاريخه ، لكن لنذكر دائما أن أمامنا من هو أعظم من أبراهيم ، ذاك الذى قال عن نفسه : " قبل أن يكون أبراهيم أنا كائن " – ذاك الذى تهلل أبراهيم أن يرى يومه فرأى وفرح ( يو 8 : 56 ، 58 ) ... ولا عجب فالقديس بولس بعد أن سرد قائمة طويلة لأبرار العهد القديم فى الرسالة إلى العبرانيين كسحابة شهود استطرد يقول : " ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع " ( عب 12 : 2 ) . + شخصية أبراهيم : ·قصة أبراهيم مع الله . ·مصاعب فى طريق الله . ·النزاع بين أبراهيم ولوط وشخصية كل منهما . ·الله يدخل فى عهد مع أبراهيم . ·نسل أبراهيم . ·هاجر الجارية والزوجة . ·هاجر وسارة يمثلان العهدين القديم والجديد . ·الوعد بولادة أسحق – ذبح أسحق – زواج إسحق - سنى أبراهيم الأخيرة . قصة أبراهيم مع الله : تبدأ قصة أبراهيم حين تراءى له إله المجد ، وهو مازال فى مدينة أور الكلدانيين ، ( مكانها الحالى خرائب فى منتصف المسافة بين بغداد والخليج الفارسى ، شرقى نهر الفرات بقليل ناحية الجنوب ) – ويوضح ذلك الوحى الألهى على فم أستفانوس شهيد المسيحية الأول " ظهر رب المجد لأبينا أبراهيم وهو فى ما بين النهرين قبل سكنه فى حاران ( مدينة على أحد فروع نهر الفرات ) – وقال له أخرج من أرضك ومن عشيرتك وهلم إلى الأرض التى أريك ، فخرج حينئذ من أرض الكلدانيين وسكن فى حاران ، ومن هناك نقله ( الله ) بعدما مات أبوه إلى هذه الأرض التى أنتم الآن ساكنون فيها " ( أع 7 : 2 – 4 ) . إذن فقد تلقى أبراهيم الدعوة بالخروج وهو مازال فى أور الكلدانيين ... وكانت دعوة الله لابراهيم هكذا " اذهب من أرضك ، ومن عشيرتك ومن بيت أبيك الى الأرض التى أريك ، فأجعلك أمة عظيمة ، وأباركك وأعظم أسمك . وتكون بركة ، وأبارك مباركيك ولاعنك ألعنه ، وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض " ( تك 12 : 1 –3 ). 1 – فى الواقع يبدأ تاريخ أبراهيم بظهور الله له . والحق أن القيمة الحقيقية فى حياة أى أنسان وتاريخه تبدأ بظهور الله فى حياته. فقد يعيش إنسان عشرات السنين دون أن يكون له أثر ، حتى يقبل دعوة الله ويحيا فى طاعته . . والله فى أثناء ذلك يعرض عليه ذاته لكى يستغنى ، ويلبس ثيابا بيضا فلا يظهر خزى عريته . 2 – لنتأمل فى قول الله لأبراهيم : " وتكون بركة " .. هنا نلاحظ ظاهرة عجيبة ، فبعد أن كان الله يبارك البشر ، أصبح هناك بشر يباركون البشر !!! 3 – تأملات فى طاعة أبراهيم : كانت طاعة أبراهيم لله فى أن خرج من أرضه ، فما هى حكمة الله من ذلك ·الواقع أن كل أنذارات الله القديمة ( الطوفان – بلبلة الألسن - ... ) لم تفلح فى حمل البشر أن يقلعوا عن الشر ، لذا لم يكن هناك بد من أن يعزل الله فئة من البشر ليكونوا له . كان هناك خوف على أبراهيم ، فالجو الذى عاش فيه ابراهيم فى أور الكلدانيين كان موبوءا بالوثنية ونجاساتها ، فالانسان بطبعه ضعيف ومعرض للسقوط ، وابراهيم نفسه وهو - أب الآباء – ضعف إيمانه وشك فى قدرة الله على إعالته فى أرض كنعان لما حدثت مجاعة فنزل إلى مصر دون مشورة الله ، وكذب وقال عن زوجته سارة أنها أخته خوفا أن يقتله فرعون ... من هذا نفهم حكمة الرب فيما قاله على لسان أشعياء النبى " اعتزلوا اعتزلوا . أخرجوا من هناك . لا تمسوا نجسا " ( أش 52 : 11 ) – ويقول يوحنا فى رؤياه " ......اخرجوا منها ياشعبى لئلا تشتركوا فى خطاياها، ولئلا تأخذوا من ضرباتها " ( رؤ 18 : 4 ) . ·خرج أبراهيم من أور الكلدانيين طاعة لأمر الله ، لكن أباه تارح والذين معه خرجوا معه على سبيل الصحبة والقرابة .. وهؤلاء كانوا ثقلا على أبراهيم فى طريق الطاعة الكاملة . وما أن وصلوا إلى حاران حتى حطوا رحالهم ، ورفضوا الأرتحال أكثر ، ظل أبراهيم معهم فى حاران زمانا طويلا لم يتمتع فيه بظهور الله له ، ولم يتمكن من تنفيذ وصية الله له بالخروج ، إلا بعد أن تخلص من هذه الروابط الجسدية التى كانت معطلا له عن السير فى طريق طاعة الله الكاملة . 4 – تارح والد أبراهيم يقود القافلة ( الجسد يتولى قيادة المؤمن ) : " وأخذ تارح أبرآم ابنه ولوطا أبن هاران ابن أبنه وساراى كنته امرأة إبرام أبنه ، فخرجوا معا من أور الكلدانيين ليذهبوا إلى أرض كنعان " ( تك 11 : 31 ) ... هنا يظهر تارح كما لو كان هو المدعو من الله ليخرج من أور إلى كنعان ، بينما الدعوة فى الواقع كانت لأبراهيم .. النتيجة هو التوقف عن السير ... تارح يمثل صورة الجسد عندما يقود المؤمن . فقد كان تارح عابدا للأوثان ( يش 24 : 2 ) وقيادة الجسد للأنسان فى الأمور الروحية المتصلة بالله ، لا نتيجة منها سوى التعثر للوصول لله . + كان أمر الله لابراهيم أن يذهب إلى كنعان ، أما هو فسكن فى حاران . لكن ما أن مات أبوه حتى أطاع وصية الرب ... إن صلات الجسد وروابطه كثيرا ما تعوقنا فى إتمامنا لدعوة الله لنا ، فنتقاعد عن الوصول إلى مادعينا اليه ونرضى بما هو أقل منه !!! إن دعوة إبراهيم هى مثال لدعوة الله للانسان ، فكما أن الموت وحده هو الذى هيأ لأبراهيم فرصة الأنطلاق ، كذلك فإننا بحاجة للموت عن العالم حتى ما ننطلق إلى الله . + كانت الدعوة إلى كنعان لكن إبراهيم تخلف فى حاران ... وكثيرا ما تأتى معطلات فى طريق الأنسان إلى الله .. فعلينا أن نحترس !! + لقد أطاع ابراهيم دعوة الله إليه بالخروج من أرضه ، دون أن يعلم إلى أين يذهب ، وفى هذا مثال للطاعة الكاملة لله ..... وحياة التسليم بالكامل . + حسب الظاهر كان أبراهيم قد خسر أرضه وعشيرته وبيت أبيه ،،، لكن فى الواقع كان أبراهيم رابحا ، فالانسان الخاطىء عندما يترك العالم وملذاته ، ما هى خسارته وهو يربح المسيح " ما كان لى ربحا ، فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة . بل إنى أحسب كل شىء أيضا خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربى . الذى من أجله خسرت كل الأشياء وأنا أحسبها نفاية لكى أربح المسيح وأوجد فيه " ( فى 3 : 7 ، 8 ) . + لابد من حدوث العوائق فى طريق الله ، لا نتصور أن الطريق أمام المؤمن سهلا . + فى دعوة أبراهيم نرى الله يوضح الطريق الروحى الذى ينبغى أن يسلك فيه الإنسان أومايمكن أن نسميه طريق التكريس : أولا : يقول الله لإبراهيم " أخرج من أرضك " هذه تشير الى الزهد بالجسد . فيزهد الأنسان فى الثروة والممتلكات . ثانيا : " ومن عشيرتك " وهذه تشير إلى نبذ وترك أساليب السلوك القديم والرذائل الخاصة بالروح والجسد " اسمعى ياابنتى وانظرى وأميلى أذنك ، وانسى شعبك وبيت أبيك " . ثالثا : " أخرج ......الى الأرض التى أريك "....... ماهى هذه الأرض هى الأرض التى عناها المسيح بقوله " طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض " - " ثم رأيت سماء جديدة وارضا جديدة .... " – " بالأيمان تغرب .......... لأنه كان ينتظر المدينة التى لها الأساسات التى صانعها وبارئها الله " . إبراهيم بعد أن ترك حاران ( تك 12 : 4 – 9 ) : + أول مكان بلغه إبراهيم بعد أن ترك حاران هو شكيم .... ومعنى شكيم كتف ، وهى عناية عن قوة الله التى تحفظنا فى دائرة الأيمان .... ثم جاء الى بلوطة مورة ، ومعناها تعليم . والتعليم والقوة يرتبطان ببعضهما ، فالقوة الروحية تقودنا الى قبول التعليم ، والتعليم ينشىء فينا قوة روحية .. هذه لفتة الهية للطائعين !!!. + أتى أبراهيم إلى شكيم ، لكنه وجد الكنعانيين فى الأرض ...كان وجود الكنعانيين هناك امتحانا لقلب أبراهيم ومدى ثبات إيمانه ، ومع وجود الكنعانيين فقد وجد الله هناك .... " وظهرالرب لإبرآم " ( تك 12 : 7 ) .
|
| |
|